أضرار الدهون والزيوت الصناعية على الجسم: أشباح
صامتة في مطبخك!
المقدمة:
في عصرنا الحديث أصبحت الدهون والزيوت الصناعية
جزءًا لا يتجزأ من نظامنا الغذائي، فمن الوجبات السريعة والمخبوزات المصنعة إلى
الأطعمة الجاهزة والوجبات الخفيفة، تتغلغل هذه المكونات في حياتنا اليومية بشكل
غير محسوس، ومع ذلك فإن وراء المذاق الشهي وسهولة التحضير، يكمن عالم من المخاطر
الصحية.
تشير الدراسات بشكل قاطع إلى أن هذه الدهون تشكل
تهديدًا حقيقيًا للصحة، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة وخطيرة، وسنتعرف في هذا
المقال على هذه المخاطر و الأضرار.
أضرار الدهون والزيوت الصناعية على صحة القلب:
تُعد أمراض القلب السبب الأول للوفاة عالميًا،
ويُعتبر تناول الدهون المتحولة أحد العوامل الرئيسية المساهمة في الإصابة بها، حيث
وجدت دراسات عديدة أن هذه الدهون:
• ترفع نسبة الكوليسترول الضار (LDL) في
الدم.
• تقلل من نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) الذي
يساعد في حماية القلب.
• تزيد من ترسب الدهون في جدران الشرايين، ما يؤدي
إلى تصلب الشرايين وانسدادها بمرور الوقت.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)،
يمكن أن يؤدي تناول الدهون المتحولة بنسبة 2% فقط من إجمالي السعرات اليومية إلى
زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 23%.
زيادة الالتهابات في الجسم:
تناول الدهون الصناعية يرتبط بتحفيز العمليات
الالتهابية في الجسم، حيث تزيد مستويات البروتينات الالتهابية مثل CRP، وهو
مؤشر مهم لوجود التهابات مزمنة ترتبط بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.
تأثيرها على السمنة والوزن:
تُشير الدراسات إلى أن الدهون الصناعية تسهم بشكل
كبير في زيادة الوزن وتراكم الدهون في منطقة البطن، حتى عند تناولها بكميات صغيرة،
فالدهون المتحولة تؤثر على الهرمونات المنظمة للجوع والشبع مثل اللبتين، مما يجعل
الشخص يشعر بالجوع بسرعة ويزيد رغبته في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات.
زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني:
وجدت دراسات عدة، منها دراسة نشرتها مجلة Diabetes Care، أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من الدهون المتحولة لديهم
مقاومة أعلى للأنسولين، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تصل
إلى 40%.
أضرار على الكبد والدماغ:
• الكبد: تراكم الدهون الصناعية في الكبد يزيد من
خطر الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، وهو
مرض قد يتطور إلى تليف أو فشل كبدي.
• الدماغ: تشير بعض الأبحاث إلى أن الدهون
المتحولة قد تؤثر سلبًا على القدرات المعرفية، وتزيد من خطر التدهور العقلي المبكر
ومرض الزهايمر، خاصة عند تناولها بكثرة مع التقدم في العمر.
التأثيرات السلبية على الحمل والأطفال:
الاستهلاك المرتفع للدهون الصناعية خلال الحمل قد
يؤدي إلى انخفاض وزن المواليد، وزيادة احتمالية ولادة أطفال معرضين لمشاكل أيضية
لاحقًا، كما أن تغذية الأطفال بأطعمة غنية بالدهون المتحولة قد تؤثر على نموهم
البدني والعقلي.
نصائح لتقليل الدهون والزيوت الصناعية في نظامك
الغذائي:
• اقرأ الملصقات الغذائية جيدًا، وتجنب المنتجات
التي تحتوي على عبارة "دهون مهدرجة جزئيًا".
• اختر الزيوت الصحية للطهي مثل زيت الزيتون البكر
أو زيت جوز الهند باعتدال.
• تجنب الأطعمة السريعة والمقلية خارج المنزل قدر
الإمكان.
• حضّر الوجبات في المنزل لتحكم أفضل بمكونات
الطعام.
الخلاصة:
الدهون والزيوت الصناعية ليست مجرد مكونات غذائية
عادية، بل هي مواد قد تكون ضارة بشكل كبير إذا تم استهلاكها بشكل منتظم. للوقاية
من الأمراض المزمنة والحفاظ على الصحة العامة، من الضروري تجنب هذه الدهون قدر
الإمكان، والاعتماد على الدهون الطبيعية الصحية مثل الدهون غير المشبعة الموجودة
في المكسرات والأسماك والأفوكادو.
المصادر:
• منظمة الصحة العالمية: WHO – Trans fats
• وزارة الصحة الأمريكية: FDA – Trans Fat
• دراسة في مجلة Diabetes Care: Trans Fat and Diabetes Risk